main

رفض القضاء للتفرغ للعلم: وفاة العالم اللغوي الشيخ نبهان بن سيف بن سالم المعمري

الشيخ العالم الجليل نبهان بن سيف المعمري

رصد - أثير

إعداد: جميلة العبرية

انتقل إلى رحمة الله تعالى اليوم الشيخ العالم اللغوي نبهان بن سيف بن سالم بن سرور بن سالم بن سيف المعمري عن عمر ناهز 98 عامًا في خدمة الدين والوطن واللغة العربية.

نسبه ومولده

وفق رصد لـ “أثير”، ولد الشيخ العالم اللغوي الجليل في حاجر بني عمر عام 1344هـ/ 1925م، وتوفي عن عمر يناهز 82 عامًا، وينحدر من بيت علم وفضل، فجده سالم بن سرور كان من المجاهدين في دولة الإمام عزان بن قيس البوسعيدي (ت: 1287هـ/ 1870م)، وتوفي في سنة 1300هـ/ 1882م، وهي نفس السنة التي توفي فيها الشيخ العلامة محمد بن سليم الغاربي.

دراسة القرآن والتنقل طلبًا للعلم

درس الشيخ نبهان القرآن الكريم على يد أخيه الأكبر سليمان، ودرس “تلقين الصبيان” و”جوهر النظام” للإمام السالمي رحمه الله، في قريته الحيلين، وفي بداية العقد الثالث من عمره، قصد وأخوه علي مدرسة الإمام الرضي محمد بن عبدالله الخليلي في نزوى عام 1373هـ/‏‏1947م، حيث تتلمذ على يده عدد من العلماء البارزين في تلك الفترة، مثل الشيخ مرزوق بن محمد المنذري، والشيخ حمود بن زاهر الكندي، والشيخ سالم بن سيف البوسعيدي، وغيرهم.

طلب العلم والرزق في السعودية

بعد وفاة الإمام الخليلي في 29 شعبان 1373هـ/‏‏1953م، سافر الشيخ نبهان إلى السعودية طلبًا للعلم والرزق، حيث استقر في الدمام ثم انتقل إلى الرياض فدرس في مدرسة يديرها الشيخ محمد بن إبراهيم مفتي الديار النجدية آنذاك، واستمر هناك أربعة أشهر يتلقى علوم الفقه والميراث والنحو، ولاحقًا، أقام في مكة المكرمة حيث جاور بيت الله الحرام، وانشغل بالعلم والتجارة، متنقلًا بين الدمام والخبر، قبل أن يعود إلى سلطنة عمان في 1381هـ/‏‏1961م.

التدريس والنهضة العمانية

عند عودته إلى وطنه، استقر الشيخ نبهان في ودام الغاف بالمصنعة، وواصل العمل في التجارة، ومع بداية النهضة المباركة في 1390هـ/‏‏1971م، عُين مدرسًا لمادة التربية الإسلامية في مدرسة الإمام الصلت بن مالك، وهي أول مدرسة افتتحت في المصنعة في عهد جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم، واستمر في مهنة التدريس لمدة 18 عامًا.

رفض القضاء وتورعه

عُرض على الشيخ نبهان المعمري تولي القضاء أكثر من مرة، إلا أنه رفض ذلك تورعًا، مفضلًا التركيز على التعليم وتربية الأجيال.

مكتبة عامرة وعلم واسع

لدى الشيخ نبهان مكتبة عامرة في منزله بولاية المصنعة، حيث تفرغ لدراسة العلوم المختلفة، وتعمق في اللغة العربية. رغم علمه الواسع، لم يشتغل بالتأليف، بل فضل التفرغ للعلم والتعليم.

بوفاة الشيخ نبهان بن سيف بن سالم المعمري، تفقد عمان أحد علمائها الكبار الذين أسهموا في نشر العلم وتعليم الأجيال، نسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته.

Your Page Title